{{ تاريخ حكام وحكم شمر }}
شمر قبيلة عربية الأصل تعتبر من بطون طيء
وتشتهر بالكرم والنخوة والشجاعة والأخلاق النبيلة
ومسكنها حائل , ولكن الجدير بالذكر إن فروع قبيلة شمر تتفرع من طيء ومذحج أبناء آدد وليس من طيء فقط , وعليه فقبيلة شمر تلتقي في جد واحد وهو (( آدد )) من كهلان القحطانية .
تسمية قبيلة شمر :
غلب القول أن إسم القبيلة جاء نسبة لـ قيس بن شمر بن عبد جذيمة من بني زهير بن ثعلبة بن سلامان الثعلبي الغوثي الطائي حيث نزل عليهما الملك أمرؤ القيس الكندي في الجاهلية فقال:
هل أنا ماش بين شوط وحيةٍ *** وهل أنا لاقي قيس بن شمرا
أقسام قبيلة شمر وحكم الجبل :
تقسم قبيلة شمر إلى ثلاثة اقسام كبيرة متمثلة في
(( عبده - والاسلم - وزوبع التي منها سنجارة )) ولم تعرف شمر كـ قبيلة مستقلة عن طيء إلا في القرن السابع الهجري وذلك في حادثة قلبت الموازين في نجد كلها حيث نشبت معركة بين قبائل شمر الثلاث (( عبده - والاسلم - وزوبع )) وبين أمير يدعى بهيج بن ذيبان الزبيدي الذي كان مسيطراً على المنطقة وقبائلها وكانت عاصمته (( عقدة )) وإستطاعت قبائل شمر الإطاحة بالحاكم بهيج وطرده من ملكه ةتمت السيطرة على المنطقة وتقسيم الاملاك وأماكن السيطرة , إلا أن تلك القوى المنتصرة لم تؤسس حكماً حضرياً وبقيت المجموعات المنتصرة تحكم بشكل قبائل بدو , وكل شيخ يحكم فرع عشيرته ولا يتعدى الشيخ حدود منطقته .
إمارة جبل شمر :
في عام 905 هـ وصل لرئاسة عشيرة عبدة الأمير علي الكبير بن عطية آل جعفر والذي إستطاع تأسيس أول حكم مركزي حضري في مدينة حائل وعلى الرغم من عظمة إنجازه , إلا أن سلطته لم تكن على كامل جبل شمر بل بقيت في إطار محدود , وحافظ بقية شيوخ القبائل من شمرعلى قوتهم وسلطتهم في قبائلهم وإستمر الحال إلى أن استقر الامر لـ آل علي بوصول الأمير محمد بن عيسى آل علي الذي لقب بـ (( الأشمل )) لشمول سلطته كامل جبل شمر وشمال نجد بل وتبلورت في عهده هذه الإمارة التي أصبحت مرهوبة الجانب ويحسب لها الف حساب وتعتبر الإمارة الأقدم في نجد ولم يستدل لوجود إمارة قبل هذه الإمارة وهذه بحسب الروايات المتواترة والمحفوظة في صدور رواة القبائل ومؤرخيها .
حكام إمارة آل علي :
1 - علي الأول من 905 هـ - 935 هـ / 1498 م - 1519 م (( مؤسس إمارة آل علي ))
2 - صالح بن علي
3 - عبدالمحسن بن صالح
4 - مهنا بن حسين بن صالح
5 - علي بن عبدالمحسن
6 - عيسى بن علي بن صالح
7 - محمد بن عيسى بن صالح (( الأشمل - حاكم شمال نجد ))
8 - فايز بن محمد
9 - عبدالمحسن بن فايز (( أمير حاضرة شمر فقط ))
10 - محمد بن عيسى بن فايز (( محاولات ضم جبل شمر للدولة السعودية الأولى ))
11 - محمد بن عبدالمحسن (( التحالف الرسمي مع آل سعود ))
12 - صالح بن عبدالمحسن (( نهاية حكم آل علي ))
13 - عيسى بن عبيدالله (( إسترداد الإمارة لبضعة اشهر ))
إنضمام آل علي إلى آل سعود :
عند إنتشار دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب والتي كانت مدعومة من قبل الدولة السعودية الأولى , إنضمت حائل بعهد الأمير محمد بن عبدالمحسن آل علي , تحت راية الحكم السعودي في الدرعية وسمي الأمير محمد بن عبدالمحسن آل علي أمير المسلمين بعد الإنضمام ألى السعوديين وبقي هذا الوضع طيلة فترة حكم محمد بن عبدالمحسن وبسبب هذا اغتيل على يد الاتراك في مقصورة الداحس وسط حائل وقد دفن جثمانه في مقبرة الزبارة في حائل أما راسه فقد أرسل إلى مقر السلطنة العثمانية في اسطنبول بتركيا , وقد كتب على نصب قبره
(( محمد بن علي أمير المسلمين واسكنه دار السلم والسلام )) .
نشأة إمارة آل رشيد :
بعد اغتيال الأمير محمد بن عبدالمحسن آل علي جلس على عرش الإمارة شقيقه الأمير صالح بن عبدالمحسن في عام 1818 م ولكن في عام 1820 م تولى عبدالله العلي الرشيد الشمري إنشاء مايمكن تسميته بـ المعارضة لحكم آل علي في حائل فقام حاكم حائل إنذاك صالح بن عبدالمحسن آل علي بنفيه إلى العراق على الفور , وبعد سقوط الدولة السعودية الأولى عاد آل سعود بتأسيس الدولة السعودية الثانية وكانت الدولة السعودية الثانية ضعيفة كثرت فيها الخيانات وصادف أن كان الإمام (( فيصل )) بمقتل والدة (( تركي بن سعود )) فهم الإمام فيصل بإخبار اصحابه لكن الأمير عبدالله آل رشيد نصحه بعدم إخبارهم قائلاً له (( إن ربعك فواده )) أي يبحثون عن الفائدة وليس لديهم مانع بقتلك وإقترح عليه أن يختار عدد من الأشخاص ممن يثق بهم ويذهبون سراً لـ الرياض
لقتل (( مشاري )) قاتل الإمام تركي وتم بالفعل ذهاب المجموعة وكان عبدالله الرشيد جنباً لجنب مع الإمام فيصل وفي عملية شجاعة قامت المجموعة بدخول القصر بل وقتل
(( مشاري آل سعود )) وذلك في 11 - صفر - 1250 هـ / 18 - يونيو - 1834 م وأعلن الإمام فيصل بن تركي حكماً للدولة , فكانت الفرصة الملائمة لـ عبدالله الرشيد للعودة إلى نجد وطلب عبدالله الرشيد من ابن سعود أن يوليه على حائل بدلاً آل علي وتم ذلك في عام 1834 م .
إسترداد إمارة آل علي :
إستطاع الأمير عيسى بن عبيدالله آل علي إسترداد إمارة جبل شمر وإخراج عبدالله بن رشيد منها في عام 1837 م ولكن مالبث عبدالله بن رشيد بعد بضعة أشهر أن استرد إمارة جبل شمر وفرضت على عيسى الإقامة الجبرية في القصيم وكان أخر مناضل لإسترداد حكم آل علي وبهذا انتهى عهد آل علي ومعه دولة شمر الأولى ليبداء عهد آل رشيد وهي دولة شمر الثانية .
الحكام من آل رشيد :
1 - عبدالله العلي الرشيد (( المؤسس ))
2 - عبيد العلي الرشيد (( المؤسس ))
3 - طلال العبدالله الرشيد
4 - متعب العبدالله الرشيد
5 - بندر الطلال الرشيد
6 - محمد العبدالله الرشيد (( العصر الذهبي ))
7 - عبدالعزيز المتعب الرشيد
8 - متعب العبدالعزيز الرشيد
9 - سلطان الحمود الرشيد
10 - سعود الحمود الرشيد
11 - سعود العبدالعزيز الرشيد
12 - عبدالله المتعب الرشيد
13 - محمد الطلال الرشيد (( سقوط حائل ))
إمارة آل رشيد :
بعد نفي عيسى آل علي وإستقرار الأمور في حائل بيد الأميرين عبدالله وعبيد الرشيد , بدؤوا يطبقون رؤيتهم في الإمارة وكانت إمارة آل رشيد من العصور الذهبية التي مرت على المنطقة ولكن لكل زمان دولة ورجال وإنتهت هذه الإمارة
كـ سابقتها بسقوط حائل بعد أن إمتدت من عام 1834 م وحتى 1921 م .
سقوط حائل :
تولى الأمير محمد الحكم في حائل مطلع عام 1921 م , بعد لجوء الأمير عبدالله المتعب الرشيد
(( الحاكم الحادي عشر )) إلى آل سعود , وكانت فترته تنذر بنهاية إمارة آل رشيد , فـ عبدالعزيز آل سعود جعل هدفه إحتلال حائل , فشدد حصاره عليها وخاض الأمير محمد الطلال وأهالي حائل وقبيلة شمر عدة معارك مستميتة في سبيل الدفاع عن البلد غير أن الدعم العسكري البريطاني لقوات آل سعود قد رجح الكفة لصالح السعوديين فسقطت حائل في يد قوات عبدالعزيز آل سعود
في 2 - نوفمبر - 1921 م الموافق 29 - صفر - 1340 هـ
وبهذه إنتهت دولة شمر الثانية (( دولة آل رشيد )) .
الكاتب / نواف اللاحم
المصدر / كتاب القبائل العربية